كيف أمتص غضبي

تشير الدّراسات والإحصائيّات إلى أن كثيراً من المشاكل بين النّاس والخلافات يكون سببها مشاعر الغضب التي تثور في لحظات معيّنة ولأسباب متعدّدة، وإنّ الغضب هو عبارة عن مشاعر إنسانيّة يعبّر عنها الإنسان بصورة انفعالات وردّات فعل قاسية، فقد يكتفي الغاضب بتغير وجه وتمعّره والنّظر الحاد في وجه من أغضبه وهذا أبسط أنواع الغضب، وقد يقوم الغاضب بالسّبّ والشّتم أو قد يستخدم يديه للتّنفيس عن غضبه بالضّرب والتّصارع مع النّاس، وفي كلّ الأحوال يعتبر الغضب ردّة فعل سيّئة ومذمومة تسيء إلى صاحبها، وإنّ هناك وسائل كثيرة تساعد الإنسان على امتصاص غضبه ومنها نذكر:

• أن يراجع الإنسان نفسه في موقف الغضب مقنعاً إيّاها بعدم جدوى ردّة الفعل تلك وتذكيرها بما قد ينتح عنها من أمورٍ لا يحمد عقباها، كما يذكر الإنسان نفسه بحلاوة الصّبر وكظم الغيظ وكيف تكون عاقبتها خيراً للإنسان في حياته حيث يسلم من الشّرور والأذى، وكذلك تذكير النّفس بأجر الصّابرين الكاظمين الغيظ العافين عن النّاس، وأنّ الشّدة والقوّة بامتلاك الإنسان لنفسه ولجمها وليس من خلال المواجهة والتّصارع كما بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام.

• أن يلجأ الغاضب إلى وسيلة القعود والاضطجاع، فالإنسان الغاضب يسكن عندما يقعد إذا كان واقفاً، ويسكن بالاضطجاع إذا كان قاعداً، وقد أكّدت الدّراسات والأبحاث الطّبيّة على هذه الحقيقة.

• أن يلجأ الغاضب إلى الوضوء، فالغضب كمشاعر سلبيّة تأتي من الشّيطان الذي يسوّل للإنسان كلّ قبيحٍ من الأفعال والأقوال، والشّيطان في جبلّته خلق من نار، وبما أنّ الغضب أصله من الشّيطان فيكون علاجه أن يبرده الإنسان بالماء حتّى يذهب غضبه.

• الاستعاذة بالله من الشّيطان الرجيم، فما واجه أحدٌ الشّيطان بسلاحٍ مثل سلاح الاستعاذة، فالاستعاذة هي التجاء إلى الله عز وجل والاحتماء بحماه، ومن يستطيع بعد ذلك أن يخترق هذا الحمى العظيم والحرز المكين، وقد أكّد النّبي عليه الصّلاة والسّلام على هذه الأسلوب حينما رأى رجلاً غاضباً من رجل وقد احمرّت وجنتاه غضباً، فقال عليه الصّلاة والسّلام إنّي لأعلم طريقة يذهب بها غضبه وهي أن يقول أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم.

• أن يصرف الإنسان الغاضب طاقة الغضب في أمورٍ أخرى، فالغضب هي مشاعر مكبوتة في النّفس وقد يفرّغها الإنسان في ممارسة أنواع من الرّياضة حتّى يتخلّص منها لما في الرّياضة من فوائد جمّة كثيرة تعمل على تحسين حالة الإنسان المزاجيّة وتجعله يشعر بالثّقة والقوّة والقدرة على التّحمل والصّبر.